الكثبان الرملية


download
“الكثبان الرملية”

الكَثِيبُ الرملي (ج كثبان) في الجغرافيا الطبيعية، هي كتل من الرمال تحركها الرياح ثم تلقيها هنا وهناك . تكثر الكثبان الرملية عادة في المناطق الصحراوية، حيث الرمال التي تجرفها الرياح فتغطي مساحات كبيرة من الأرض. قد تكون الكُثبان طويلة وضيِّقة، وقد تأخذ شكل الهلال. وتوجد لبعض الكثبان ثلاث قمم أو أكثر، تمتد عادة من القمة المركزية للكثيب. ويصل ارتفاع الكثبان الرملية في بعض المناطق إلى 300م. وتنتشر معظم الكثبان في مجموعات مترامية الأطراف، وتُعَرف باسم حقول الكثبان، ويُطْلَق على المناطق الشاسعة من الكثبان المنتشرة في منطقة الصحارَى وفي الصحارى الواسعة اسم بحار الرِّمال. ويزحف كثير من الكثبان عبر الأراضي ويتم هذا بفعل الرياح التي تنقل حبات الرمال من أحد جوانب الكثيب وتضعها على الجانب الآخر. وتتسبب الكثبان المتحركة في إغلاق الطرق وردم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية.[1]

توجد الكثبان أيضًا في المناطق غير الرملية مثل الدائرة القطبية حيث تقوم الرياح بترسيب مواد أخرى غير الرمال. كما توجد كثبان الطين في إفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية.[2] تتكون الكثبان الرملية من حبيبات الرمل بنسبة 59٪ والنسب القليلة المتبقية تمثل حبيبات السلت وبعض البقايا العضوية الأخرى ويتراوح حجم حبيبات الرمل ما بين 0.02 – 0.2 مم وهى مكونه كيميائيا من نفس المكونات الكيميائية للصخور التي منها نشأت.

والكثبان الرملية إما أن تكون متجانسة أو غير متجانسة ولونها إما أن يكون أصفر فاتح لوجود معدن الكوارتز وعدم وجود المواد العضوية أو بنى محمر لوجود أكاسيد الحديد.




مخاطر الكثبان الرملية :-
تغطى الكثبان الرملية مساحات شاسعة من العالم وهى تشكل خطرا كبيرا فى منطقة شمال افريقيا لانتشارها حول المدن والقرى وشبكات الطرق والمزارع ومصادر المياه والرى و المراعى. ورغم الجهود التى تبذل للحد من تحركها إلا أن الدراسات تشير إلى أن التحرك العشوائى للكثبان آخذ فى الاستمرار. 
تواجه معظم الدول العربية مشاكل حادة ناتجة عن زحف الكثبان الرملية التى تعتبر آخر مراحل التصحر ويهدد نقلها الأراضى الزراعية والمراعى الطبيعية والمنشآٌْْت الاقتصادية والاجتماعية فى الوطن العربى. 
وقد ساعدت عوامل المناخ القاسية بالإضافة إلى اعتداء الإنسان على الغطاء النباتي إما بالرعى الجائر وإما بقطع الأشجار طلبا للوقود إلى تكوين مساحات واسعة من الأراضى الجرداء. 
وأمام زيادة ظاهرة التصحر حاول الإنسان بشتى الطرق منذ زمن بعيد مقاومة زحف الرمال إلاأن إمكانياته كانت محدودة مما أدى به فى أغلب الأحيان إلى هجرة أراضيه مرغما وتركها للرمال. 
وتعتبر العوامل المناخية أهم العوامل البيئية التي تؤثر على النظام البيئي وتجعل منه نظام بيئي حساس غير مستقر وأن معظم الكثبان الرملية تقع فى مناطق يسود فيها مناخ صحراوي يمتاز بطول مدة الجفاف وندرة الأمطار أو انعدامها وارتفاع درجات الحرارة صيفا وشدة الرياح و استمراريتها على مدار السنة. 
وتشير جميع الدراسات التي تمت أن الجزء الأكبر من الكثبان الرملية فى العالم يوجد فى المناطق الشبه جافة و الجافة والشديدة الجفاف وتقدر مساحة هذه المناطق بحوالي 47.7 مليون كم2 منها 22.4 مليون كم 2 تقع فى المناطق الجافة ، 6.64 مليون كم2 بالمناطق شديدة الجفاف والباقي فى مناطق شبه جافة. 
وبالنظر إلى المساحات الشاسعة التي تغطيها الكثبان الرملية فى العالم يتضح لنا أبعاد مشكلة تثبيت الكثبان الرملية وبالأخص إذا أخذنا فى الاعتبار أن مناطق الكثبان الرملية الكبيرة وخاصة فى منطقة صحارى شمال أفريقيا قريبة من أماكن الموارد الطبيعية ونشاط الإنسان. 
لذا يجب العمل على وقف زحف الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية وعلى المنشآت والمدن الواقعة فى هذه المناطق وتتضح من هنا أهميه تثبيت الكثبان الرملية من حيث وقف زحفها بالإضافة إلى تأثيرها على الأراضي وحفظ التربة والمياه وتحسين المناخ. 
ويجدر بنا هنا الإشارة إلى بعض المدن العربية القديمة التى غطتها الرمال على سبيل المثال مدينة “جوابه” عاصمة الإحساء أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ومدينة “شنقطى” فى موريتانيا كما دفنت الرمال أيضا كثيرا من العيون المائية مثل “كوكب” وأم سعيد بالمملكة العربية السعودية. وكذلك إرم ذات العماد التى انطمرت تحت الرمال نتيجة العاصفة الرملية الغير العادية التى سلطت عليهم . 


عوامل تكوين الكثبان الرملية :-

– الريـــــاح
تعتبر العامل الرئيسي فى انجراف التربة فحبيبات الرمل تبدأ حركتها عندما تتراوح سرعة الرياح ما بين 9- 12 كم /ساعة. 
وتتم عملية انتقال الحبيبات الرملية بثلاث طرق
أ- (القفز) : وفيها تنتقل حبيبات الرمل التى يتراوح حجمها ما بين .1 – .5 مم وفيها تنتقل كمية تقدر بحوالى ٠٩٪ من كمية الرمال الزاحفة و بارتفاع حوالي 30 سم من سطح الأرض. 
ب- الزحف ( الدحرجة) : وهى زحف ونقل الحبيبات الرملية التى يتراوح حجمها ما بين .5 – 2 مم ويتم نقل هذه الحبيبات على سطح الأرض نتيجة دفع الرياح لها أو لتصادم الحبيبات مع بعضها البعض. 
أظهرت الدارسة التى تمت على زحف الرمال بواحه سيوه أن القفز ثم الدحرجة تمثل الأنماط الرئيسية لحركة الرمال . 
جـ – التعليق : عبارة عن انتقال حبيبات الرمال الناعمة جدا التى حجمها أقل من 0.05مم لحركة الرمال إلى الطبقات العليا من الجو حيث تظل معلقة لفترة طويلة و تنتقل بهذه الطريقة إلى مسافات كبيرة جدا تتراوح من4000 – 3000 م . ثم تتجمع مكونه راسب طفلى وتعرف هذه الأراضى باسم أرض لوس Loess حيث تمثل أجود أنواع الأراضى الزراعية. 

طريقة دفع الحبيبات 
2- توافر مصادر الرمال :
و تنحصر فى : 
ا – الرواسب المفككة وتتضمن الرواسب الشاطئية والرواسب التى جلبتها السيول. 
ب – الرواسب المتماسكة وتشمل الأحجار الرملية وهى المصدر الأساسي للسلاسل العملاقة. 
3- خصائص طبوغرافية:
أماكن ذات طبيعة خاصة من القشرة الارضية مهيأه لحركة الرمال ثم استقرارها فى المناطق المنخفضة أو حول بقايا صخرية أو تحجزها الأعشاب والشجيرات تمهيدا لتكوين الكثيب عندما تقل سرعة الرياح. 

تصنيف الكثبان الرملية : 

وتصنف تبعاً لـ : 
أ- الموقع الجغرافى . 
ب – التركيب المعدنى . 
جـ – النشاط . 
1- الموقع الجغرافى :

كثبان ساحلية : 
وهى التى تنتشر على سواحل البحار والمحيطات وهى تنشأ من تجمع الرمال الشاطئية أو الصخور الساحلية القليلة التماسك. تتميز بغطاء نباتى كثيف مما يحد من قدرتها على الحركة. كما نجدها تحتوى على معادن الكوارتز والسليكا بوفرة . 

الكثبان الرملية بالقرب من الساحل 
كثبان صحراوية : 
وهى التى تنشأ قرب المناطق التى تغطيها الأحجار الرملية أو السهول وهى توجد على هيئة سلاسل متباعدة ( سلاسل ابو محرك شمال واحة الخارجة، سلسلة الفرافرة غرب) أو سلاسل معقدة متلاحمة كما هو الحال فى بحر الرمال الأعظم قرب الحدود المصرية الليبية. وهذه يكون محتواها غالبا من كربونات الكالسيوم . 
ب- التركيب المعدنى :
أ – كثبان جيرية . 
ب – كثبان كوارتزية . 
ج – كثبان جبسية . 
جـ- النشــــــاط :

١-كثبان نشطة : 

وهى الأكثر شيوعا فى الشمال الأفريقي نظرا لندرة الأمطار والعمق الكبير للماء الأرضى وتكاد تخلو من الغطاء النباتى. 

٢-كثبان شبه نشطة: 

محدودة التوزيع تنتشر فى بعض المنخفضات حيث مستوى الماء الأرضى قريب )كما هو فى واحة المغرة بالجزء الشرقى من منخفض القطارة). 
الاشكال المورفولوجية للكثبان الرملية :
إن العوامل البيئية التى تعمل علي ترسيب الرمال وخاصة سرعة و اتجاه الريح ، القرب أو البعد من مصدر الرمال ، حالة الغطاء النباتى ووجود الحواجز الطبيعية من صخور وبقايا النباتات تحدد الشكل الهندسى العام للكثبان الرملية. 

1- أشكال ناتجة عن فعل اتجاه واحد للرياح وتتمثل فى :
أ – الكثبان الهلالية (البرخان) والكثبان العرضية: 
أكثر الأشكال انتشارا هى التى تصبح محاورها عمودية على اتجاه الرياح السائدة وتنشأ هذه الأشكال بفعل الرياح ذات الاتجاه الواحد وهذا النمط يشمل مدى واسعا من الأشكال الهلالية المعروفة والتى عادة تسمى برخان. تنتشر هذه الكثبان بشمال سيناء ، الواحات الخارجة ، شمال غرب الواحات البحرية، وقد تأخذ خطوطا متوازية ومتزاحمة وتسمى بالخطوط البرخانية وقد لوحظت هذه البرخانات فى ساحل سيناء الشمالى وفى غرب الممرات . 

كثبان البرخان 
ب – الكثبان العرضية ( المموجة).
تنشأ عند وجود وفرة فى الرمال . وهى عبارة عن كثافة متجمعة من الكثبان الرملية المتراكمة كل منها خلف ظهر الأخرى وهذه الموجات الرملية تتكون من جانبين فى اتجاهين متضادين. سميت بالكثبان العرضية لأنها تعترض حركة الرياح السائدة وكثيرا ما تنشأ نتيجة لتلاحم الكثبان الهلالية . 

الرياح 

اتجاه الرياح 
جـ – يوجد نوع من الكثبان يرجع تشكليه إلى 
التثبيت الجزئى للنباتات مع ارتفاع فى الرطوبة النسبية ويمثل هذا الشكل الصحنى الذى يأخذ شكل الصحن وينتشر فى 0جنوب البردويل وشرق القناه (سهل الطينة) أما الشكل الثانى فهو القوسى والذى يأخذ شكل اليو ( U ) أاو الفيى ( V ) ويحدد امتداد الأفرع اتجاه الريح وهذا النوع يتواجد فى شرق القنطرة – الإسماعلية ومنطقة أبو صوير غرب سيناء . 
2- أشكال ناتجة بفعل عدة اتجاهات للرياح. وتتمثل فى:
أ – كثبان طولية (سيفية):
وهذه تنتشر فى شمال سيناء ( شمال غرب الحسنه ، شمال الجفجافة) بعض هذه الكثبان يزيد طوله على 500 كم مثل غرد أبو محرك فى صحراء مصر الغربية . 

إتجاه الرياح 
ب – كثبان هرمية) نجمية):
هى كثبان لها عديد من الأوجه المنحرفة نتيجة تعرضها إلى العديد من الرياح ذات الاتجاهات المختلفة وعادة لها قمة عالية فى الوسط وأشهرها الكثبان النجمية لمنطقة الخانكة على طريق 


ثتبيت الكثبان الرملية :-
نظرا للمشاكل الكبيرة التى تنجم عن حركة الكثبان الرملية وذلك بتهديدها المستمر للمنشأت الصناعية والسكنية والطرق والمزارع فقد كان من الضرورى العمل على تثبيت الكثبان الرملية والتخلص من أضرارها ثم تحويلها إلى منتزهات وأراضى منتجة وتعتبر الطرق المتبعة فى الوطن العربى والخاصة بتثبيت الكثبان الرملية متشابهة من حيث المبدأ والأهداف ولاتختلف إلا على مستوى التنفيذ الذى يخضع بدوره إلى مدى توفر أو عدم توفر المواد الأولية المستعملة والامكانيات الفنية المتوفرة لدى كل دولة. 


ويخضع تثبيت الكثبان الرملية إلى عمليتين رئيسيتين:
1- التثبيت الميكانيكى أو المؤقت. 
2- التثبيت البيولوجى أو الدائم. 
إن الهدف من تثبيت الكثبان الرملية تثبيتا أوليا سواء ميكانيكيا أو كيماويا هو إنشاء غطاء شجرى أو شجيرى لتثبيتها تثبيتا نهائيا إذ أن التثبيت الأولى الميكانيكى أو الكيماوى هو عبارة عن وسيلة لتثبيت سطح الكثبان الرملية لمدة زمنية معينة (2- 4 سنوات) وهى فترة كافية لنمو الأشجار أو الشجيرات التى تغرس على الكثبان الرملية المثبتة بهذه الوسيلة حيث يتكون مجموع جذرى يساعد على تماسك حبيبات الرمال وكذلك مجموعا خضريا فوق سطح الرمال يساعد على كسر قوة الرياح وحماية سطح الرمال من الانجراف الهوائى . 

ويهدف التثبيت الميكانيكى إلى :
 تخفيف سرعة الرياح وإفقادها القدرة الانجرافية وطاقة النقل وبالتالى ترسيب ماتحمله من رمال. 
 منع وإعاقة وصول الرياح إلى حبيبات الرمل على سطح الكثبان الرملية للمحافظة على استقرارها وذلك بإقامة الحواجز المختلفة. 
وتشمل عملية التثبيت الميكانيكى الاجراءات التالية :
 اقامة الحواجز الأمامية والدفاعية. 
 اقامة مصدات رياح صغيرة. 
 تغطية الكثبان الرملية بالمواد النباتية أو النفطية أو الكيماوية. 

تثبيت الكثبان باستعمال الحواجز النباتية 

التثبيت بواسطة الرش بالزيت الخام 
اقامة الحواجز الأمامية :
وهى عبارة عن حواجز أولية تقام فى الأماكن التى تهب منها الرياح والرمال وتعمل على التخفيف من سرعة الرياح وإفقادها القدرة الانجرافية وكذلك الحد من زحف الرمال التى تتراكم على هذه الخطوط مكونة بذلك حاجزا طبيعيا الهدف منه حماية كل ما يوجد وراء هذه الخطوط من منشأت اقتصادية . 
تصميم الحواجز الامامية :
إن اقامة وتصميم هذه المصدات الأمامية له أهمية كبيرة فى تثبيت الكثبان الرملية المتحركة لذا يجب أن تؤخذ فى الاعتبار : 

مواقع الكثيب الصناعى بالنسبة إلى المنطقة المطلوب حمايتها 
ختيار المكان المناسب لاقامة الحواجز الدفاعية. 
تقام هذه الحواجز فى المنطقة الانتقالية للكثبان الرملية على مسافة 200 – 300 متر من المنطقة المراد حمايتها فتكون سدا لها تتراكم عليه الرمال . 
ويمكن أن نعرف السياج بأنه مصد للرياح السائدة للحد من سرعتها و لدفع الرمال المتحركة إلى التراكم أمامه ويؤدى هذا التراكم إلى تكوين أول كثيب صناعى يمثل أول مراحل مقاومة التجمع الرملى ( التراكم الرملى ) . 
وتبعا لموقع السياج بالنسبة لاتجاه الرياح السائدة يتكون نوعان من الكثبان الصناعية :- 
o كثيب (التوقيف( :ويهدف إلى ايقاف تقدم الرمل قدر الامكان. 
ويتكون أمام السياج فى وضع عمودى بالنسبة لأشد اتجاهات الريح خطورة. 
o كثيب ( التحويل أو الاستتار ) :يستخدم لتحويل الرمل فى اتجاه مختلف عن اتجاه الريح ويتكون أمام سياج باتجاه يمثل زاوية تتراوح بين 120- 140 درجة. 

53833526

كثيب هلالي

بعض أنماط الكثبان الرملية

 

Leave a comment

Leave a comment